خطبة الجمعة القادمة 12 يوليو 2024م : لا تحزن إن الله معنا ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 12 يوليو 2024م بعنوان : لا تحزن إن الله معنا ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 13 محرم 1446هـ ، الموافق 12 يوليو 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 يوليو 2024م بصيغة word بعنوان : لا تحزن إن الله معنا ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 يوليو 2024م بصيغة pdf بعنوان : لا تحزن إن الله معنا ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 يوليو 2024م ، بعنوان : لا تحزن إن الله معنا ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا
“”””””””””””””””””””””””””””
الحمدلله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ثَانِیَ ٱثۡنَیۡنِ إِذۡ هُمَا فِی ٱلۡغَارِ إِذۡ یَقُولُ لِصَـٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِینَتَهُۥ عَلَیۡهِ وَأَیَّدَهُۥ بِجُنُودࣲ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِیَ ٱلۡعُلۡیَاۗ وَٱللَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ﴾ [التوبة ٤٠.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 يوليو 2024م : لا تحزن إن الله معنا
أما بعد
أيها المسلمون، ما زلنا نعيش مع أحداث هجرته صلى الله عليه وسلم، وما أكثر الدروس والعبر التي ينبغي علينا أن نتوقف عندها في الهجرة المباركة، ولكن حسبنا في هذا اللقاء أن نعيش مع هذا المعنى العظيم من معاني الهجرة (لا تحزن إن الله معنا)، فيا له من معنى متجدد ومتجسد في نفس كل مؤمن موحد بالله، كيف يحزن ومعه الله؟ ومن كان الله معه، فمعه كل شيء، من كان الله معه، فلن يضره من عليه، إذا كان الله عليك فلن ينفعك من كان معك. كل هذه المعاني وغيرها تجول في نفس كل مؤمن صادق الإيمان وهو يسمع لا تحزن إن الله معنا.
أيها المسلمون ولقد كانت معية الله سبحانه وتعالى ملازمة لحبيبه المصطفى ونييه المجتبى على مدار رحلة الهجرة، بل لم تكن معيته سبحانه وتعالى قاصرة على رسوله، بل عمت أصحابه صلوات ربى وسلامه عليه، وهنا تلحظ الفرق الجلي بين أصحاب رسول الله، وأصحاب نبي الله موسى، حين تعرضوا لموقف مشابه مع فرعون، تجد وقد خص سيدنا موسى عليه السلام نفسه بمعية الله دونهم قال تعالى ((فَأَتۡبَعُوهُم مُّشۡرِقِینَ ٦٠ فَلَمَّا تَرَ ٰۤءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَـٰبُ مُوسَىٰۤ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ ٦١ قَالَ كَلَّاۤۖ إِنَّ مَعِیَ رَبِّی سَیَهۡدِینِ ٦٢ فَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَىٰۤ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقࣲ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِیمِ ٦٣ وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡـَٔاخَرِینَ ٦٤ وَأَنجَیۡنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥۤ أَجۡمَعِینَ ٦٥ ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡـَٔاخَرِینَ ٦٦ )) سورة الشعراء.
وإذا العناية لاحظتك عيونها … نم فالمخاوف كلهن أمان
من يتقِ الله يحمد في عواقبه … ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استجار بغير الله في فزع … فإنّ ناصره عجز وخذلان
فالزم يديك بحبل الله معتصماً … فإنه الركن إن خانتك أركان
أيها المسلمون وهيا بنا نقترب أكثر وأكثر من أحداث الهجرة النبوية الشريفة لنرى معية الله متجسدة في عدة مواقف فعلى سبيل المثال
__ حين كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، يقول الرازي رحمه الله في تفسيره:
ذَكَرُوا أنَّ قُرَيْشًا ومَن بِمَكَّةَ مِنَ المُشْرِكِينَ تَعاقَدُوا عَلى قَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَنَزَلَ ﴿وإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [الأنْفالِ: ٣٠] فَأمَرَهُ اللَّهُ تَعالى أنْ يَخْرُجَ هو وأبُو بَكْرٍ أوَّلَ اللَّيْلِ إلى الغارِ، والمُرادُ مِن قَوْلِهِ: ﴿أخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ هو أنَّهم جَعَلُوهُ كالمُضْطَرِّ إلى الخُرُوجِ، «وخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأبُو بَكْرٍ أوَّلَ اللَّيْلِ إلى الغارِ، وأمَرَ عَلِيًّا أنْ يَضْطَجِعَ عَلى فِراشِهِ، لِيَمْنَعَهُمُ السَّوادُ مِن طَلَبِهِ، حَتّى يَبْلُغَ هو وصاحِبُهُ إلى ما أمَرَ اللَّهُ بِهِ، فَلَمّا وصَلا إلى الغارِ دَخَلَ أبُو بَكْرٍ الغارَ أوَّلًا، يَلْتَمِسُ ما في الغارِ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: ما لَكَ ؟ فَقالَ: بِأبِي أنْتَ وأُمِّي، الغِيرانُ مَأْوى السِّباعِ والهَوامِّ، فَإنْ كانَ فِيهِ شَيْءٌ كانَ بِي لا بِكَ، وكانَ في الغارِ جُحْرٌ، فَوَضَعَ عَقِبَهُ عَلَيْهِ؛ لِئَلّا يَخْرُجَ ما يُؤْذِي الرَّسُولَ، فَلَمّا طَلَبَ المُشْرِكُونَ الأثَرَ وقَرُبُوا، بَكى أبُو بَكْرٍ خَوْفًا عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: ”لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنا “فَقالَ أبُو بَكْرٍ: إنَّ اللَّهَ لَمَعَنا؟ فَقالَ الرَّسُولُ:” نَعَمْ “فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدُّمُوعَ عَنْ خَدِّهِ»، ويُرْوى عَنِ الحَسَنِ أنَّهُ كانَ إذا ذَكَرَ بُكاءَ أبِي بَكْرٍ بَكى، وإذا ذَكَرَ مَسْحَهُ الدُّمُوعَ مَسَحَ هو الدُّمُوعَ عَنْ خَدِّهِ، وقِيلَ: لَمّا طَلَعَ المُشْرِكُونَ فَوْقَ الغارِ أشْفَقَ أبُو بَكْرٍ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وقالَ: إنْ تُصَبِ اليَوْمَ ذَهَبَ دِينُ اللَّهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ:” «ما ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثالِثُهُما» “وقِيلَ: لَمّا دَخَلَ الغارَ وضَعَ أبُو بَكْرٍ ثُمامَةً عَلى بابِ الغارِ، وبَعَثَ اللَّهُ حَمامَتَيْنِ فَباضَتا في أسْفَلِهِ، والعَنْكَبُوتُ نَسَجَتْ عَلَيْهِ، وقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” «اللَّهُمَّ أعْمِ أبْصارَهم» “فَجَعَلُوا يَتَرَدَّدُونَ حَوْلَ الغارِ، ولا يَرَوْنَ أحَدًا. إنها معية الله التي تمسح الآلام والأحزان، بل وتحولها إلى آمال وأحلام وسعادة.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 يوليو 2024م : لا تحزن إن الله معنا
وفى هذا المعنى تذكر هذه الأبيات منسوبة لأبي بكر رضي اللّه عنه، يقول:
قال النبي ولم يجزع يوقرني ** ونحن في سدف في ظلمة الغار
لا تخش شيئا فإن اللّه ثالثنا ** وقد تكفل لي منه بإظهار
وإنما كيد من تخشى بوادره ** كيد الشياطين قد كادت لكفار
واللّه مهلكهم طرّا بما صنعوا ** وجاعل المنتهى منهم إلى النار
__ موقف أخر تجلت فيه معية على حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم إنها قصة سراقة بن مالك ، حيث عُرف سراقة بن مالك -رضي الله عنه- في الجاهلية باقتصاص الأثر والفراسة، وهو ما يُسمّى القيافة، فقد اشتُهرت بنو كنانة وخاصّة بنو مدلج فيهما، ومما يؤكّد هذا أنّ أبا سفيان طلب منه أن يتبع أثر رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- عندما خرج الرسول مهاجراً مع أبي بكر الصديق إلى المدينة المنورة. ومن هنا فإنَّ سراقة بن مالك -رضي الله عنه- كان ممن اتَّبع أثر الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل إسلامه، ولكن حين التقى بالرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذلك اليوم؛ حدث ما قد غيّر الأحداث أثناء ذلك وبعده، ويتَّضح ذلك في الحديث عن موقفه في الهجرة النبوية.
فقد رصدت قريش جائزة ثمينة لمن يأتي لهم برسول الله، وكاد سراقة بمقاييس الدنيا وبالمقاييس المادية أن يمسك برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هيهات هيهات ومعه الله، فكان كلما اقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيل بينه وبين رسول الله، فلا تعجب إنها معية الله، واترك الحديث هنا لسراقة نفسه ليحدث بما رأى وهو يخاطب أبا جهل، وإليكم نص الحوار بينه وبين أبى جهل:
حيث قال أبو جهل لسراقة بن مالك يوم عاد من بحثه عن الرسول – صلى الله عليه وسلم-: بني مدلج إني أخاف سفيهكم سراقة يستغوي بنصر محمد عليكم به ألّا يفرق شملكم فيصبح شتّى بعد عزٍّ وسؤدد فأجاب سراقة بن مالك -رضي الله عنه- أبا جهل قائلاً:
أبا حكم والله لو كنت شاهداً لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمداً رسول وبرهان فمن ذا يقاومه
عليك بكفِّ القوم عنه فإنني أرى أمره يوماً ستبدو معالمه
بأمر نودّ النصر فيه بأسرها بأن جميع الناس طرا تسالمه
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 يوليو 2024م : لا تحزن إن الله معنا
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، إن حديثنا اليوم دعوة لكل مسلم على وجه الأرض، لا تحزن على ما فاتك من الدنيا، لا تحزن لمرض أصابك، لا تحزن لأي سوء مسك فكيف الحزن والسخط ومعك الله رب العالمين.
إنها دعوة لتزداد القلوب بالله صدقاً ويقيناً وإيماناً، وثقوا كما قال ربنا ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ [سورة النحل: 128]، ولله در الشافعي حين قال:
تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي
وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي
وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني
وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ
سَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ
وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ
فَفي أَيِّ شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً
وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ
اللهم كن معنا ولا تكن علينا، واحفظنا ومصرنا وأهلنا من كل مكروه وسوء
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف